الأربعاء، 26 أغسطس 2015

لماذا نكتب ..؟؟!!




٢٥/أغسطس/٢٠١٥



كلما أمسكت الورقة و القلم حتى أكتب ( بالطبع هذا في الماضي ، لأني استبدلتهم الأن بالكيبورد ) يتبادر إلي ذهني هذا السؤال ، الذي لم أجد له جواب ، ألا و هو ( لماذا نكتب ؟ ) . في أوقات الفرح نكتب الأغاني ، و في أوقات الحزن نسطر المواجع ، و في وقت الأماني نرسم الأحلام ، حتى عندما تجتاحنا المشاعر و العواطف ، نكتبها لمن نحب و نرسلها إليهم .

إذاً فالكتابة هي طريقة للتعبير عن أنفسنا دون الحاجة إلى التحدث ، و وسيلة لإيصال ما في ذواتنا دون البوح بها ، نختصر بها الكثير من الوقت بالرغم من أننا قد نحتاج إلى ساعة حتى نكتب سطر ، إلاّ أننا عندما نكتبه قد يغنينا عن ساعات من الشرح.
لكل شخص طريقته في التعبير عن مشاعره ، سواء بالكتابة او بالكلام او حتى بتصرفات أخرى ، ربما تكون للطرف الآخر غير مفهومه ، إلاّ أنها متنفس لصاحبها ، و سبيل لطرح أفكاره أيضاً. إذاً فالمساحات التي نبحث عنها حتى نتحرر من الضغوط هي مناطق خاصة لنا ، سيدخلها من يفهمها ، و سيتيه فيها من لا يعرف شفراتها و رموزها.

في زمن ( تويتر ) و مع السبعين حرفاً ، صرنا نختصر و نخصّر كلماتنا حتى تستوعبها التغريدة ، تمر على جميع المتابعين أحياناً مرور الكرام ، و يستوعبها القليل فقط . هنالك علاقة علمية و واضحه بين حاسة الشم و الذاكرة ، فمثلاً لو تعطرّ شخص بعطر معيّن في مناسبة معيّنه ، سيظل يتذكر تلك المناسبة كلما شمّ ذلك العطر حتى بعد سنوات ، كذلك أشبه التغريدات ، فلكلٍ منها مناسبة و وقت ، فلو قرأنا ما كتبناه قبل عام ، سنتذكر حالاً لماذا كتبنا هذه التغريدة و ما هي المشاعر التي كانت تسكننا حينها ، حتى عندما يختلف الوقت أو الزمن ، فالتغريدات المسائية تختلف عن التغريدات الصباحيّة ( كمثال بسيط ) ، و التغريدات في المناسبات لها رونق خاص يختلف عن غيرها بالتأكيد.

فالكتابة هي تجسيد للمشاعر و مكنون النفس ، لكل كلمة تكتب ( حالة خاصة ) ، و لها درجة  على ( ثيرموميتر المشاعر ) ، بعضها تشعر بأنها ساخنة جداً من العواطف ، و البعض منها بارد جداً كأنها جثة هامدة. لا تسخروا من كل حرف قد كتب و لا تنتقصوا من كلمة قد سطّرها صاحبها أمامكم ، فلا ندري ما تخفي في داخلها ، ولكن بالتأكيد هي  ( كنز من المشاعر ).